غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

1

فقال مجاهد ومقاتل والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن كثر تحريك لسانه مخافة أن ينسى فقيل له : لا تعجل بالقراءة فإن جبرائيل مأمور بأن يكرر عليك إلى أن تحفظه نظيره { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه } [ طه :114 ] وعلى هذا يجوز أن يراد بالتعليم والإقراء شرح الصدر وتقوية الحفظ بحيث يبقى القرآن محفوظاً له من غير دراسة ، ومع أنه أمي فيكون إعجازاً . وعن بعضهم أن قوله { فلا تنسى } نهي لا خبر ، والألف مزيدة للفاصلة نحو { الظنونا } [ الأحزاب :10 ] و { السبيلا } [ الأحزاب :67 ] وضعف بأن الزيادة خلاف الأصل فلا يصار إليها إلا لدليل ظاهر . وأما إذا جعلناه خبراً كان معنى الآية البشارة بأنا جعلناك بحيث لا تنسى ، وإن جعلناه نهياً كان أمراً بالمواظبة على الأسباب المانعة من النسيان وهي الدراسة والقراءة والبحث فلا يكون من البشارة في شيء . وأيضاً النسيان لا يتعلق بقدرة العبد فيلزم أن يحمل النهي عنه على الأمر بالأسباب المانعة منه وهو خلاف الظاهر .

/خ19