اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

قوله «{ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى } ، قال الواحدي : «سَنُقْرِئُكَ » : أي : سنجعلك قارئاً ، أي : نؤهلك للقراءة فلا تنسى ما تقرأه ، أي : نجعلك قارئاً للقرآن فتحفظه ، فهو نفي ، أخبر الله - تعالى - أن نبيه صلى الله عليه وسلم لا ينسى .

وقيل : نهي والألف للإشباع [ وقد تقدم نحو من هذا في سورة يوسف وطه ] .

ومنع مكيٌّ أن يكون نهياً ؛ لأنه لا ينهى عما ليس باختياره ، وهذا غير لازم ، إذ المعنى : النهي عن تعاطي أسباب النسيان ، وهو الشائع : وقيل : هذا بشري من الله تعالى ، بشره تعالى بأن جبريل - عليه الصلاة والسلام - لا يفرغ من آخر الوحي ، حتى يتكلم هو بأوله لمخافة النسيان ، فنزلت هذه الآية ؛ فلا تنسى بعد ذلك شيئاً .