صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ} (14)

{ علمت نفس . . . . } تبين لكل نفس جميع ما عملته من خير وشر بإحضار صحفها ؛ قال تعالى : " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء " {[393]} وهو جواب " إذا " في الآيات السابقة . والمراد بها : زمان ممتد يسع الأمور المذكورة ، مبدؤه النفخة الأولى ، ومنتهاه فصل القضاء بين الخلائق . وعلم النفوس : ما عملته وإن كان في جزء منه وهو وقت نشر الصحف . إلا أنه لما كان بعض هذه الأمور من مباديه وبعضها من روادفه نسب علمها بذلك إلى زمان وقوع هذه الأمور كلها ؛ تهويلا للخطب ، " وتفظيعا للأمر .


[393]:آية 3 آل عمران.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ} (14)

{ علمت نفس ما أحضرت } هذا جواب إذا المكررة في المواضع قبل هذا ومعناه علمت كل نفس ما أحضرت من عمل فلفظ النفس مفرد يراد به الجنس والعموم وقال ابن عطية : إنما أفردها ليبين حقارتها وذلتها وقال الزمخشري هذا من عكس كلامهم الذي يقصد به الإفراط فيما يعكس عنه كقوله { ربما يود الذين كفروا } [ الحجر : 2 ] ومعناه التكثير وكذلك هنا معناه : أعم الجموع . { ما أحضرت } عبارة عن الحسنات والسيئات .