السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ} (14)

وقوله تعالى : { علمت نفس } جواب إذا أوّل السورة وما عطف عليها ، أي : علمت كل نفس من النفوس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة ، فالتنكير فيه مثله في تمرة خير من جرادة ، ودلالة هذا السياق للهول على ذلك يوجب اليقين فيه { ما } أي : كل شيء { أحضرت } من خير وشر .

روي عن ابن عباس وعمر أنهما قرأا فلما بلغا { علمت نفس ما أحضرت } قالا : لهذا أجريت القصة . قال الرازي : ومعلوم أنّ العمل لا يمكن إحضاره فالمراد إذن ما أحضرته في صحائفها ، أو ما أحضرته عند المحاسبة وعند الميزان من آثار تلك الأعمال . وعن ابن مسعود : أنّ قارئاً قرأها عنده ، فلما بلغ { علمت نفس ما أحضرت } قال : واقطع ظهراه .