صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ} (6)

{ إلا من ضريع } هو شجر في النار يشبه الشوك ، أمرّ من الصّبر ، وأنتن من الجيفة ، وأشد حرارة من النار . وهو في الدنيا يبيس الشبرق ، وهو أخبث طعام وأشنعه ؛ لا تقربه دابة ؛ وهو سم قاتل . والمعذبون من الكفار طبقات : فمنهم من طعامه في النار الضريع . ومنهم من طعامه الغسلين . ومنهم من طعامه الزقوم . ومنهم من شرابه الحميم . ومنهم من شرابه الصديد ، لكل باب منهم جزء مقسوم . نسأل الله العفو والعافية ؛ بمنه وكرمه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ} (6)

{ ليس لهم طعام إلا من ضريع } في الضريع أربعة أقوال :

أحدها : أنه شوك يقال له : البشرق وهو سم قاتل وهذا أرجح الأقوال لأن أرباب اللغة ذكروه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضريع شوك في النار .

الثاني : أنه الزقوم لقوله : { إن شجرة الزقوم ( 43 ) طعام الأثيم ( 44 ) } [ الدخان : 43 ، 44 ] .

الثالث : أنه نبات أخضر منتن ينبت في البحر وهذا ضعيف .

الرابع : أنه واد في جهنم وهذا ضعيف لأن ما يجري في الوادي ليس بطعام إنما هو شراب ولله در من قال : الضريع طعام أهل النار فإنه أعم وأسلم من عهدة التعيين واشتقاقه عند بعضهم من المضارعة بمعنى المشابهة لأنه يشبه الطعام الطيب وليس به ، وقيل : هو بمعنى مضرع البدن أي : مضعف ، وقيل : إن العرب لا تعرف هذا اللفظ ، فإن قيل : كيف قال هنا .

{ ليس لهم طعام إلا من ضريع } وقال في الحاقة { ولا طعام إلا من غسلين } [ الحاقة : 36 ] ؟ فالجواب : أن الضريع لقوم والغسلين لقوم أو يكون أحدهما في حال والآخر في حال .