صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

{ عاملة ناصبة } عاملة في ذلك اليوم في النار عملا تنصب فيه وتتعب ، وهو جر السلاسل وحمل الأغلال ، والخوض في النار خوض الإبل في الوحل ، والصعود والهبوط في تلالها ووهادها ؛ جزاء تكبرها عن طاعة الله ، والإيمان به في الدنيا . والمراد أصحابها . والنصب : التعب والإعياء .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

{ عاملة ناصبة } هو من النصب بمعنى التعب ، وفي المراد بهم ثلاثة أقوال :

أحدها : أنهم الكفار ، ويحتمل على هذا أن يكون عملهم ونصبهم في الدنيا لأنهم كانوا يعملون أعمال السوء ويتعبون فيها ، أو يكون في الآخرة فيعملون فيها عملا يتعبون فيه من جر السلاسل والأغلال وشبه ذلك ويكون زيادة في عذابهم .

الثاني : أنها في الرهبان الذين يجتهدون في العبادة ولا تقبل منهم لأنهم على غير الإسلام وبهذا تأولها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبكى رحمة لراهب نصراني رآه مجتهدا فعاملة ناصبة على هذا في الدنيا وناصبة إشارة إلى اجتهادهم في العمل أو إلى أنه لا ينفعهم فليس لهم منه إلا النصب .

الثالث : أنها في القدرية وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القدرية فبكى وقال إن فيهم المجتهد .