صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق بالساق } التوت ساقه بساقه عند هلع الموت وقلقه . أو يبستا ولم تتحركا بالموت فكأنهما ملتفتان . أو هو كناية عن الشدة ؛ كما في قوله تعالى : " يوم يكشف عن ساق " {[377]} . أي التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة . والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام ؛ ومنه قولهم : قامت الحرب على ساق .


[377]:آية 42 القلم.
 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

التفّت الساق بالساق : التوت إحدى الساقين على الأخرى عند نزع الروح .

فالتوت إحداهما على الأخرى وخرجت الروح .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } أي : اجتمعت الشدائد والتفت ، وعظم الأمر وصعب الكرب ، وأريد أن تخرج الروح التي ألفت البدن{[1300]}  ولم تزل معه ،


[1300]:- في ب: أن تخرج الروح من البدن الذي ألفته.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق بالساق } التفت ساقاه لشدة النزع وقيل تتابعت عليه الشدائد

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

" والتفت الساق بالساق " أي فاتصلت الشدة بالشدة ، شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة . قاله ابن عباس والحسن وغيرهما . وقال الشعبي وغيره : المعنى التفت ساقا الإنسان عند الموت من شدة الكرب . وقال قتادة : أما رأيته إذا أشرف على الموت يضرب إحدى رجليه على الأخرى . وقال سعيد بن المسيب والحسن أيضا : هما ساقا الإنسان إذا التفتا في الكفن . وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الكفن بساق الميت . وقال الحسن أيضا : ماتت رجلاه ويبست ساقاه فلم تحملاه ، ولقد كان عليهما جوالا . قال النحاس : القول الأول أحسنها . وروى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : " والتفت الساق بالساق " قال : آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحمه الله ، أي شدة كرب الموت بشدة هول المطلع .

والدليل على هذا قوله تعالى : " إلى ربك يومئذ المساق " وقال مجاهد : بلاء ببلاء . يقول : تتابعت عليه الشدائد . وقال الضحاك وابن زيد : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه ، والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام ، ومنه قولهم : قامت الدنيا على ساق ، وقامت الحرب على ساق . قال الشاعر :

وقامت الحرب بنا على ساق{[15640]}

وقد مضى هذا المعنى في آخر سورة " ن والقلم{[15641]} " . وقال قوم : الكافر تعذب روحه عند خروج نفسه ، فهذه الساق الأولى ، ثم يكون بعدهما ساق البعث وشدائده : " إلى ربك " أي إلى خالقك " يومئذ " أي يوم القيامة " المساق " أي المرجع . وفي بعض التفاسير قال : يسوقه ملكه الذي كان يحفظ عليه السيئات . والمساق : المصدر من ساق يسوق ، كالمقال من قال يقول .


[15640]:صدر البيت: * صبرا أمام إنه شر باق *
[15641]:راجع جـ 18 ص 248.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق } أي هذا النوع { بالساق * } أي انضمت إليها واتصلت بها-{[70288]} ودارت إحداهما بالأخرى فكانتا كالشيء الواحد ، وهو كناية عن الموت لأن المشي لا يكون إلا {[70289]}مع انفصال{[70290]} إحدى الساقين عن الأخرى ، أو عن اشتداد الأمر جداً وبعده عن الخلاص ، فإن العرب لا تذكر الساق في مثل هذا السياق إلا في أمر شديد مثل " شمر عن ساق " وإذا اشتد حراب المتحاربين : " دنت{[70291]} السوق بعضها من بعض " فلا افتراق إلا عن موت أحدهما أو أشد من موته من هزيمته{[70292]} ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما{[70293]} أنه كناية عن اختلاط شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة ، وجواب إذا محذوف تقديره : زال تعلقه الذي كان بالدنيا وحبه لها وإعراضه عن الآخرة .


[70288]:زيد من ظ و م.
[70289]:من ظ و م، وفي الأصل: بالانفصال من.
[70290]:من ظ و م وفي الأصل: بالانفصال من.
[70291]:من ظ وم، وفي الأصل: رنت.
[70292]:من ظ و م، وفي الأصل: هزيمة.
[70293]:راجع البحر المحيط 8/390.