النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والْتَفّتِ الساقُ بالساقِ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : اتصال الدنيا بالآخرة ، قاله ابن عباس .

الثاني : الشدة بالشدة والبلاء بالبلاءِ ، وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، قاله عكرمة ومجاهد ، ومنه قول حذيفة بن أنس الهذلي{[3156]} :

أخو الحرب إن عضّت به الحربُ عضّها *** وإن شمّرتْ عن ساقها الحرب شمّرا .

الثالث : التفّت ساقاه عند الموت ، وحكى ابن قتيبة عن بعض المفسرين أن التفاف الساق بالساق عند الميثاق{[3157]} ، قال الحسن :

ماتت رجلاه فلم تحملاه وقد كان عليهما جوّالاً .

الرابع : أنه اجتمع أمران شديدان عليه : الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه ، قاله ابن زيد .


[3156]:نسب هذا البيت في جاشية تفسير القرطبي إلى حاتم الطائي.
[3157]:الميثاق: هكذا في الأصل ولعلها المساق الذي ذكر في قوله تعالى: "إلى ربك يومئذ المساق" أو لعلها الممات.