فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق بالساق } أي التفت ساقه بساقه عند نزول الموت به . وقال جمهور المفسرين : المعنى تتابعت عليه الشدائد . وقال الحسن : هما ساقاه إذا التفتا في الكفن . وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الكفن بساق الميت . وقيل : ماتت رجلاه ويبست ساقاه ولم تحملاه ، وقد كان جوّالاً عليهما . وقال الضحاك : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه . وبه قال ابن زيد . والعرب لا تذكر الساق إلاّ في الشدائد الكبار ، والمحن العظام ، ومنه قولهم : قامت الحرب على ساق . وقيل : الساق الأوّل تعذيب روحه عند خروج نفسه ، والساق الآخر شدّة البعث وما بعده .

/خ40