صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} (24)

{ أم على قلوب أقفالها } أي بل أعلى قلوب قاسية أقفالها ، فهي لا تقبل التدبر والتفكر في الآيات ! ؟ والاستفهام للتقرير . والأقفال : جمع قفل وهو الحديد الذي يغلق به الباب . والمراد : التسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة ، لا يدخلها الإيمان ، ولا يخرج منها الكفر

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} (24)

{ 24 } { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }

أي : فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله ، ويتأملونه حق التأمل ، فإنهم لو تدبروه ، لدلهم على كل خير ، ولحذرهم من كل شر ، ولملأ قلوبهم من الإيمان ، وأفئدتهم من الإيقان ، ولأوصلهم إلى المطالب العالية ، والمواهب الغالية ، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله ، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها ، والطريق الموصلة إلى العذاب ، وبأي شيء تحذر ، ولعرفهم بربهم ، وأسمائه وصفاته وإحسانه ، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل ، ورهبهم من العقاب الوبيل .

{ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } أي : قد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت ، فلا يدخلها خير أبدا ؟ هذا هو الواقع .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} (24)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام، ويتفكّرون في حُججه التي بيّنها لهم في تنزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون. "أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُهَا "يقول: أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل الله في كتابه من المواعظ والعِبَر...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فيه أنهم لو تدبّروا، وتأمّلوا فيه لأدركوا ما فيه، وفيه أيضا أنهم لو تدبّروا العذاب لفتح تلك الأقفال التي ذكر أنها عليها، وذهب بها، والله أعلم. وقوله تعالى: {أم على قلوبٍ أقفالها} أي عليها أقفالها. ثم يحتمل {أقفالها} الظلمة التي فيها، وهي ظلمة الكفر، تلك الظلمة تغطّي نور البصر ونور السمع. وجائز أن يكون ما ذكر من الأقفال، هو كناية عن الطبع، والله أعلم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم قال موبخا لهم "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "معناه أفلا يتدبرون القرآن بأن يتفكروا فيه ويعتبروا به، أم على قلوبهم قفل يمنعهم من ذلك، تنبيها لهم على أن الأمر بخلافه. وليس عليها ما يمنع من التدبر والتفكر، والتدبر في النظر في موجب الأمر وعاقبته، وعلى هذا دعاهم إلى تدبر القرآن.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أي إن تدَّبروا القرآن أفضى بهم إلى العرفان، وأراحهم من ظلمة التحيرُّ...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

التدبر: هو التفكر والنظر فيما يؤول إليه عاقبة الأمر..

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: لم نكرت القلوب وأضيفت الأقفال إليها؟ قلت: أما التنكير ففيه وجهان: أن يراد على قلوب قاسية مبهم أمرها في ذلك. أو يراد على بعض القلوب: وهي قلوب المنافقين. وأما إضافة الأقفال؛ فلأنه يريد الأقفال المختصة بها، وهي أقفال الكفر التي استغلقت فلا تنفتح...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

هم بين أمرين، إما لا يتدبرون القرآن فيبعدون منه، لأن الله تعالى لعنهم وأبعدهم عن الخير والصدق، والقرآن منهما الصنف الأعلى بل النوع الأشرف، وأما يتدبرون لكن لا تدخل معانيه في قلوبهم لكونها مقفلة، تقديره {أفلا يتدبرون القرآن} لكونهم ملعونين مبعودين، أم على قلوب أقفال فيتدبرون ولا يفهمون...

{على قلوب} على التنكير ما الفائدة فيه؟... التنكير للقلوب للتنبيه على الإنكار الذي في القلوب، وذلك لأن القلب إذا كان عارفا كان معروفا لأن القلب خلق للمعرفة، فإذا لم تكن فيه المعرفة فكأنه لا يعرف، وهذا كما يقول القائل في الإنسان المؤذي: هذا ليس بإنسان هذا سبع، ولذلك يقال هذا ليس بقلب هذا حجر...

.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

وأصل القفل اليبس والصلابة...

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

وقال مقاتل: يعني الطبع على القلب. وكأن القلب بمنزلة الباب المرتج، الذي قد ضرب عليه قفل. فإنه ما لم يفتح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراءه. وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن. وتأمل تنكير القلب وتعريف الأقفال بالإضافة إلى ضمير القلوب. فإن تنكير القلوب يتضمن إرادة قلوب هؤلاء وقلوب من هم بهذه الصفة. ولو قال: أم على القلوب أقفالها. لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة. وفي قوله: {أقفالها} بالتعريف نوع تأكيد. فإنه لو قال: أقفال. لذهب الوهم إلى ما يعرف بهذا الإسم. فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب، فكأنه أراد أقفالها المختصة بها، التي لا تكون لغيرها، والله أعلم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أفلا يتدبرون} أي كل من له أهلية التدبر بقلوب منفتحة منشرحة ليهتدوا إلى كل- خير {القرآن} بأن يجهدوا أنفسهم في أن يتفكروا في الكتاب الجامع لكل خير الفارق بين كل ملبس تفكر من ينظر في أدبار الأمور وماذا يلزم من عواقبها...ولما كان الاستفهام إنكارياً فكان معناه نفياً...

{أم على قلوب} من قلوب الغافلين لذلك، ونكرها لتبعيضها وتحقيرها بتعظيم قسوتها {أقفالها} أي الحقيقة بها الجديرة بأن تضاف إليها، فهي لذلك لا تعي شيئاً ولا تفهم أمراً ولا تزداد إلا غباوة وعناداً، لأنها لا تقدر على التدبر...

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :

والاستفهام في قوله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان} للإنكار؛ والمعنى: أفلا يتفهمونه، فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة والحجج الظاهرة والبراهين القاطعة التي تكفي من له فهم وعقل، وتزجره عن الكفر بالله، والإشراك به، والعمل بمعاصيه {أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أم هي المنقطعة: أي بل على قلوب أقفالها فهم لا يفهمون ولا يعقلون...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

... والخلاصة: إنهم بين أمرين كلاهما شر، وكلاهما فيه الدمار، والمصير إلى النار، فإما أنهم يعقلون ولا يتدبرون، أو أنهم سلبوا العقول فهم لا يعون شيئا...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(أفلا يتدبرون القرآن).. وتدبر القرآن يزيل الغشاوة، ويفتح النوافذ، ويسكب النور، ويحرك المشاعر، ويستجيش القلوب، ويخلص الضمير. وينشئ حياة للروح تنبض بها وتشرق وتستنير، (أم على قلوب أقفالها؟) فهي تحول بينها وبين القرآن وبينها وبين النور؟ فإن استغلاق قلوبهم كاستغلاق الأقفال التي لا تسمح بالهواء والنور!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أي هلا تدبروا القرآن عوض شغل بالهم في مجلسك بتتبع أحوال المؤمنين...

والمعنى: أن الله خلقهم بعقول غير منفعلة بمعاني الخير والصلاح فلا يتدبرون القرآن مع فهمه أو لا يفهمونه عند تلقيه وكلا الأمرين عجيب. والاستفهام تعجيب من سوء علمهم بالقرآن ومن إعراضهم عن سماعه. وحرف {أم} للإضراب الانتقالي. والمعنى: بل على قلوبهم أقفال...

وتنكير {قلوب} للتنويع أو التبعيض، أي على نوع من القلوب أقفال. والمعنى: بل بعض القلوب عليها أقفال...

وإضافة (أقفال) إلى ضمير {قلوب} نظم بديع أشار إلى اختصاص الأقفال بتلك القلوب، أي ملازمتها لها فدلّ على أنها قاسية...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها)؟... «الأقفال» جمع قفل، وهي في الأصل من مادة القفول أي الرجوع، أو من القفيل، أي الأشياء اليابسة، ولمّا كان المتعارف أنّهم إذا أغلقوا الباب وقفلوها بقفل، فكلّ من يأت يقفل راجعاً، وكذلك لمّا كان القفل شيئاً صلباً لا ينفذ فيه شيء، لذا فقد أطلقت هذه الكلمة على هذه الآلة الخاصة...

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} (24)

ولما أخبر بذلك فكان ربما سأل من لا يعي الكلام حق وعيه عن السبب الموجب للعن المسبب للصم{[59750]} والعمى ، أجابه{[59751]} بقوله منكراً موبخاً مظهراً لتاء التفعل إشارة إلى أن المأمور به صرف جميع الهمة إلى التأمل : { أفلا يتدبرون } أي كل من له أهلية التدبر بقلوب منفتحة منشرحة ليهتدوا إلى كل-{[59752]} خير { القرآن } بأن يجهدوا أنفسهم في أن يتفكروا في الكتاب الجامع لكل خير الفارق بين كل ملبس تفكر من ينظر في أدبار الأمور وماذا يلزم من عواقبها ليعلموا أنه لا عون{[59753]} على الإصلاح في الأرض وصلة الأرحام والإخلاص لله في لزوم كل طاعة والبراءة من كل معصية مثل الأمر بالمعروف من الجهاد بالسيف وما دونه ، وربما دل إظهار التاء على أن ذلك من أظهر ما في القرآن من المعاني ، فلا يحتاج في العثور عليه إلى كبير تدبر- والله أعلم .

ولما كان الاستفهام إنكارياً فكان معناه نفياً ، فهو لكونه{[59754]} داخلاً على النفي نفي له فصار إثباتاً ، فكان كأنه قيل : هل يجددون التدبر تجديداً مستمراً لترق قلوبهم به وتنير بصائرهم له ، فيكفوا عن الإفساد والتقطيع ، عادله بقوله مشبهاً للقلوب بالصناديق دالاً على ذلك التشبيه بذكر ما هو مختص بالصناديق من الأقفال : { أم على قلوب } من قلوب الغافلين لذلك ، ونكرها لتبعيضها وتحقيرها بتعظيم قسوتها { أقفالها * } أي الحقيقة{[59755]} بها الجديرة بأن تضاف إليها ، فهي لذلك لا تعي شيئاً ولا تفهم أمراً ولا تزداد إلا غباوة وعناداً ، لأنها لا تقدر على التدبر ، قال القشيري : فلا تدخلها زواجر التنبيه ولا ينبسط عليها شعاع العلم ، فلا يحصل لهم فهم الخطاب ، والباب إذا كان مقفلاً فكما لا يدخل فيه شيء فلا يخرج ما فيه ، فلا كفرهم يخرج ولا الإيمان الذي يدعون إليه يدخل - انتهى . والإضافة تشعر بأن بعض-{[59756]} المتولين على قلوبهم أقفال ، لكن ليست متمكنة فيها ، فهو سبحانه يفتحها بالتوبة عليهم {[59757]}إذا أراد{[59758]} ، وأما الأولون فلا صلاحية لهم ، وفي هذه الآية أعظم حاث على قبول{[59759]} أوامر الله لا سيما الجهاد {[59760]}في سبيله{[59761]} وأشد زاجر عن الإعراض عنه لأن حاصلها أنه لعن من أعرض عنه لكونه لا يتدبر القرآن مع وضوحه ويسره ليعلم فوائد الجهاد الداعية إليه المحببة{[59762]} فيه ، فكان كأن-{[59763]} قلبه مقفل ، والآية من الاحتباك : ذكر التدبر أولاً دليلاً على ضده ثانياً ، والأقفال ثانياً دليلاً على ضدها أولاً ، وسره أنه ذكر نتيجة الخير الكافلة بالسعادة أولاً وسبب الشر الجامع للشقاوة ثانياً .


[59750]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عن الصمم.
[59751]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: أجابهم.
[59752]:زيد من م ومد.
[59753]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: يجوز.
[59754]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لكنه.
[59755]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الحقيرة.
[59756]:زيد من ظ و م ومد.
[59757]:وقع في الأصل بعد"سبحانه" والترتيب من ظ و م ومد.
[59758]:وقع في الأصل بعد"سبحانه" والترتيب من ظ و م ومد.
[59759]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: قلوب.
[59760]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59761]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59762]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: للحبة.
[59763]:زيد من م ومد.