محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} (24)

{ أفلا يتدبرون القرآن } قال ابن جرير :{[6601]} أي أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه السلام ، ويتفكرون في حججه التي بينها لهم في تنزيله ، فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون . { أم على قلوب أقفالها } أي فلا يصل إليها ذكر ، ولا ينكشف لها أمر . وتنكير ( القلوب ) للإشعار بفرط جهالتها ونُكرها ، كأنها مبهمة منكورة . و ( الأقفال ) مجاز عما يمنع الوصول . وإضافتها إلى القلوب لإفادة الاختصاص المميز لها عما عداها ، وللإشارة إلى أنها لا تشبه الأقفال المعروفة ، إذ لا يمكن فتحها أبدا .


[6601]:انظر الصفحة رقم 57 من الجزء السادس والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.