{ واذكر عبدنا داود } قص الله تعالى في هذه السورة قصص طائفة من الأنبياء عليه السلام ؛
تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم . أي اذكر ما حصل لهم من المشاق والمحن ؛ فصبروا عليها حتى فرج الله عنهم ، فكانت عاقبتهم أحسن عاقبة ، فكذلك أنت ! تصبر ، وأمرك آيل لا محالة إلى أحسن حال .
{ ذا الأيد } أي القوة في العبادة والدين . يقال : آد الرجل يئيد أيدا وإيادا ، إذا قوي واشتد ، فهو أيد ؛ ومنه : أيدك الله تأييدا . { إنه أواب } رجاع إلى ما يرضى الله . وروى في تفسيره : أنه الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله تعالى ؛ من آب الرجل إلى أهله : رجع .
قال لرسوله : { اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } كما صبر مَنْ قبلك من الرسل ، فإن قولهم لا يضر الحق شيئا ، ولا يضرونك في شيء ، وإنما يضرون أنفسهم .
لما أمر اللّه رسوله بالصبر على قومه ، أمره أن يستعين على الصبر بالعبادة للّه وحده ، ويتذكر حال العابدين ، كما قال في الآية الأخرى : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }
ومن أعظم العابدين ، نبي اللّه داود عليه الصلاة والسلام { ذَا الْأَيْدِ } أي : القوة العظيمة على عبادة اللّه تعالى ، في بدنه وقلبه . { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي : رجَّاع إلى اللّه في جميع الأمور بالإنابة إليه ، بالحب والتأله ، والخوف والرجاء ، وكثرة التضرع والدعاء ، رجاع إليه عندما يقع منه بعض الخلل ، بالإقلاع والتوبة النصوح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.