ثم أمر الله سبحانه نبيه أن يصبر على ما يسمعه من أقوالهم فقال : { اصبر على مَا يَقُولُونَ } من أقوالهم الباطلة التي هذا القول المحكي عنهم من جملتها . وهذه الآية منسوخة بآية السيف .
{ واذكر عَبْدَنَا دَاوُودُ ذَا الأيد } لما فرغ من ذكر قرون الضلالة ، وأمم الكفر والتكذيب ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يسمعه زاد في تسليته ، وتأسيته بذكر قصة داود وما بعدها . ومعنى { اذكر عَبْدَنَا دَاوُودُ } : اذكر قصته ، فإنك تجد فيها ما تتسلى به ، والأيد : القوّة ، ومنه رجل أيد ، أي قويّ ، وتأيد الشيء : تقوّى ، والمراد : ما كان فيه عليه السلام من القوّة على العبادة . قال الزجاج : وكانت قوّة داود على العبادة أتمّ قوّة ، ومن قوّته ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم : أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وكان يصلي نصف الليل ، وكان لا يفرّ إذا لاقى العدّو ، وجملة { إِنَّهُ أَوَّابٌ } تعليل لكونه ذا الأيد ، والأوابّ : الرجاع عن كل ما يكرهه الله سبحانه إلى ما يحبه ، ولا يستطيع ذلك إلا من كان قوياً في دينه . وقيل معناه : كلما ذكر ذنبه استغفر منه ، وناب عنه ، وهذا داخل تحت المعنى الأوّل ، يقال : آب يؤوب : إذا رجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.