الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا} (75)

قال له الخضر { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } [ 71 ] .

أي : لا{[43240]} تقدر أن تصبر على ما ترى{[43241]} من أحوالي وأفعالي التي لم تحط بها خبرا . وإنما كرر المخاطبة الخضر في المرة الثانية لموسى [ صلى الله عليه وسلم ] لأن الإنسان إذا أذنب ثانية كان اللوم عليه آكد من ذنبه أولا{[43242]} . فلما أنكر موسى على الخضر خرقه السفينة وبخه الخضر توبيخا لطيفا إذ لم يتقدم لموسى ذنب . فقال : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } [ 71 ] فاعتذر موسى بأنه نسي الشرط الذي اش[ ت ]رط{[43243]} عليه الخضر . فلما عاد{[43244]} موسى إلى الإنكار في قتل الغلام زاد الخضر في توبيخه لعوده لبعض ما اشترط{[43245]}عليه فكرر الخطاب ليكون أبلغ في التوبيخ فقال : { لم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } [ 71 ] فكرر المخاطبة في الثاني لعودة العلة .


[43240]:ط: لم.
[43241]:ق: "ما لا ترى".
[43242]:ق: أول.
[43243]:ساقط من ق.
[43244]:ق: "دها" وهو تصحيف.
[43245]:ق: استرط.