قوله : { فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله } [ 73 ] إلى قوله : { لتخذت عليه أجرا } [ 76 ] .
المعنى : فانطلق موسى والخضر يسيران حتى لقيا غلاما فقتله ]{[43218]} الخضر . قال : ابن جبير : وجد الخضر علمانا يلعبون فأخذ غلاما ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين{[43219]} . قيل كان اسمه جيسور{[43220]} . قال : له موسى { أقتلت نفسا زاكية بغير نفس } [ 73 ] أي بريئة{[43221]} . وقيل معناها{[43222]} ليس لها إليك ذنب ، قاله اليزيدي{[43223]} . وعن ابن عمر : " زاكية " صالحة . وعنه{[43224]} " زاكية " لا ذنب لها{[43225]} .
فأما من قرأ " زكية " {[43226]} بغير ألف{[43227]} ، فقال : ابن عباس{[43228]} وقتادة : الزكية التائبة{[43229]} . وقال : ابن جبير : الزكية التي لم تبلغ الخطايا{[43230]} . وقال قطرب : زكية مطهرة{[43231]} . وقال : الكسائي والفراء هما لغتان . ومعناه عندهما لم يجن جناية{[43232]} .
أي : بغير قصاص نفس قتلت فيلزمها القصاص قودا بها{[43233]} .
وهذا المعنى يدل على أن الذي قتله الخضر لم يكن طفلا بل كان بالغا{[43234]} . لأن القود بالنفس لا يكون إلا بعد البلوغ{[43235]} .
ثم قال : { لقد جئت شيئا نكرا } [ 73 ] .
أي : لقد فعلت فعلا منكرا{[43236]} .
قال : بعض أهل اللغة " الإمر : أشد من " النكر " لأن الأمر إنما/يستعمل في الشيء العظيم . فلما كان هلاك جماعة في خرق السفينة قال : " امرا " وقال : هنا " نكرا " لأنه قتل واحدا وقتل الجماعة أعظم من قتل واحد{[43237]} . وروي عن قتادة أنه قال : النكر أشد من الأمر{[43238]} .
وقيل معناه : لقد جئت شيئا أنكر من الأول{[43239]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.