قال : له الخضر : أما السفينة وما فعلت فيها فإنها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر ، فاردت أن أخرقها لئلا يمضوا بها فيأخذها منهم الملك الذي أمامهم غصبا . " وراء " هنا بمعنى أمام كما قال : { من ورائهم جنهم }{[43282]} أي من أمامهم{[43283]} . فإذا خلفوه أصلحوها بزفت فاستمتعوا بها ، فذلك أصلح لهم من تركها سالمة{[43284]} .
وقيل{[43285]} معنى : " وراءهم " خلفهم على بابها{[43286]} . والمعنى أن الملك المغتصب خلفهم إذا رجعوا ليأخذ سفينتهم .
وقيل : اسم الملك المغتصب هدد بن بدد{[43287]} . وقيل : اسمه الجلندي بن المستكبر ابن الأرقم بن الأزد ملك غسان{[43288]} . كان يغصب الناس على سفنهم [ إن ]{[43289]} كانت صحيحة لا عيب فيها{[43290]} ، فلما خرقها الخضر وعابها لم يعرض لها الملك الغاصب ، ولم يضر بمن [ كان ]{[43291]} فيها بل نفع الخضر بفعله أصحابها إذ لو وصلوا بالسفينة صحيحة لغصبهم الملك إياها .
وقيل : إن السفينة إنما كانت في أيديهم يعملون فيها بالأجرة ولذلك سماهم مساكين .
وقيل : قوله { فكانت لمساكين{[43292]} } [ 78 ] [ لا ]{[43293]} يدل على ملكها لهم كما أن قول النبي صلى الله عليه وسلم " من باع عبدا له وله ما فماله للبائع{[43294]} " لا يدل{[43295]} على أن العبد يملك .
وكذلك قوله تعالى : { لبيت العنكبوت{[43296]} } لا يدل على أنها تملك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.