ثم قال : { وإما الغلام فكان أبواه مؤمنين } [ 79 ] أي فكان كافرا وأبواه مؤمنين {[43297]} ] وكذلك هي {[43298]} في حرف أبي {[43299]} " وكان {[43300]} كافرا {[43301]} " . وقرأ {[43302]} ابن عباس " فكان {[43303]} أبواه مؤمنين وكان كافرا " {[43304]} . وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الغلام {[43305]} الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافر " {[43306]} .
وقيل : {[43307]} كان فعالا [ للقبيح ] {[43308]} مؤذيا للجيران فكان أبواه/يحلفان عنه أنه فعل ، فيكذبان في ذلك .
وقيل كان الغلام فاجرا لصا قطاعا للطريق ، وكان أبواه في عدد وشرف ، فإذا أحدث الحدث نجا إليهما فمنعا منه . ويحلفان بالله ما فعل ويظنان أنه صادق في إنكاره ، وقوله ما فعلت ، فيحلفان كاذبان تصديقا لوالدهما .
ثم قال : { فخشينا أن يرهقما } [ 79 ] .
قيل هذا من كلام الخضر {[43309]} . وقيل هو من قول الله جل ذكره {[43310]} ، فإذا كان من قول الله [ عز وجل ] {[43311]} فمعناه فعلمنا ، كما يقال : ظننت بمعنى علمت {[43312]} .
وقيل معناها فكرهنا ، فالخشية من الله [ سبحانه ] {[43313]} الكراهة ، ومن الآدميين الخوف {[43314]} .
ومعنى { يرهقهما } أي {[43315]} : يلحقهما ، أي {[43316]} : يحملهما {[43317]} على الرهق وهو الجهل {[43318]} . وقيل معناه يكلفهما .
وقيل {[43319]} يغشيهما { طغيانا } وهو الاستكبار على الله [ عز وجل ] {[43320]} { وكفرا } أي : وكفرا بالله [ سبحانه {[43321]} ] {[43322]} .
ومن جعل { فخشينا } من قول الله [ عز وجل ] {[43323]} كان " فأردنا " من قوله أيضا ، أي فأراد الله {[43324]} . ومن جعل { فخشينا } من قول الخضر فإن " فأردنا " من قوله أيضا {[43325]} .
ومعنى { خيرا منه زكاة } [ 80 ] اسلاما {[43326]} . وقيل صلاحا {[43327]} . قال : ابن جبير بدلا منه جارية {[43328]} وقال : ابن عباس : بدلا منه جارية ] {[43329]} فولدت نبيا هدى الله به أمة من الأمم . وروي عنه أنه كان من ذريتهما سبعون {[43330]} نبيا {[43331]} .
وقال : ابن جريج : كانت أم الصبي يومئذ حبلى فبدل الله [ عز وجل ] {[43332]} لهما منه إن ولدت غلاما مسلما {[43333]} .
قال : قتادة {[43334]} : فرح به أبواه حين ولد ، وحزنا عليه حين قتل ، ولو بقي كان فيه هلاكهما . فليرض {[43335]} امرؤ بقضاء {[43336]} الله [ عز وجل ] {[43337]} فإن قضاء الله [ سبحانه ] {[43338]} للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب {[43339]} .
وقوله : { وأقرب رحما } [ 80 ] .
أي : أقرب رحمة بوالديه وأبر بهما من المقتول ، قاله قتادة {[43340]} . وعنه أيضا { وأقرب رحما } {[43341]} أقرب خيرا {[43342]} .
وقال : ابن جريج : أقرب أن يرحمه أبواه منهما للمقتول {[43343]} . وقيل : المعنى أقرب أن يرحما به {[43344]} . وقيل : الزكاة هنا الدين والرحم المودة {[43345]} .
والرحم مصدر رحم رحما ورحمة {[43346]} . وقيل هو من الرحم والقرابة {[43347]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.