الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا} (80)

ثم قال : { وإما الغلام فكان أبواه مؤمنين } [ 79 ] أي فكان كافرا وأبواه مؤمنين {[43297]} ] وكذلك هي {[43298]} في حرف أبي {[43299]} " وكان {[43300]} كافرا {[43301]} " . وقرأ {[43302]} ابن عباس " فكان {[43303]} أبواه مؤمنين وكان كافرا " {[43304]} . وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الغلام {[43305]} الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافر " {[43306]} .

وقيل : {[43307]} كان فعالا [ للقبيح ] {[43308]} مؤذيا للجيران فكان أبواه/يحلفان عنه أنه فعل ، فيكذبان في ذلك .

وقيل كان الغلام فاجرا لصا قطاعا للطريق ، وكان أبواه في عدد وشرف ، فإذا أحدث الحدث نجا إليهما فمنعا منه . ويحلفان بالله ما فعل ويظنان أنه صادق في إنكاره ، وقوله ما فعلت ، فيحلفان كاذبان تصديقا لوالدهما .

ثم قال : { فخشينا أن يرهقما } [ 79 ] .

قيل هذا من كلام الخضر {[43309]} . وقيل هو من قول الله جل ذكره {[43310]} ، فإذا كان من قول الله [ عز وجل ] {[43311]} فمعناه فعلمنا ، كما يقال : ظننت بمعنى علمت {[43312]} .

وقيل معناها فكرهنا ، فالخشية من الله [ سبحانه ] {[43313]} الكراهة ، ومن الآدميين الخوف {[43314]} .

ومعنى { يرهقهما } أي {[43315]} : يلحقهما ، أي {[43316]} : يحملهما {[43317]} على الرهق وهو الجهل {[43318]} . وقيل معناه يكلفهما .

وقيل {[43319]} يغشيهما { طغيانا } وهو الاستكبار على الله [ عز وجل ] {[43320]} { وكفرا } أي : وكفرا بالله [ سبحانه {[43321]} ] {[43322]} .

ومن جعل { فخشينا } من قول الله [ عز وجل ] {[43323]} كان " فأردنا " من قوله أيضا ، أي فأراد الله {[43324]} . ومن جعل { فخشينا } من قول الخضر فإن " فأردنا " من قوله أيضا {[43325]} .

ومعنى { خيرا منه زكاة } [ 80 ] اسلاما {[43326]} . وقيل صلاحا {[43327]} . قال : ابن جبير بدلا منه جارية {[43328]} وقال : ابن عباس : بدلا منه جارية ] {[43329]} فولدت نبيا هدى الله به أمة من الأمم . وروي عنه أنه كان من ذريتهما سبعون {[43330]} نبيا {[43331]} .

وقال : ابن جريج : كانت أم الصبي يومئذ حبلى فبدل الله [ عز وجل ] {[43332]} لهما منه إن ولدت غلاما مسلما {[43333]} .

قال : قتادة {[43334]} : فرح به أبواه حين ولد ، وحزنا عليه حين قتل ، ولو بقي كان فيه هلاكهما . فليرض {[43335]} امرؤ بقضاء {[43336]} الله [ عز وجل ] {[43337]} فإن قضاء الله [ سبحانه ] {[43338]} للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب {[43339]} .

وقوله : { وأقرب رحما } [ 80 ] .

أي : أقرب رحمة بوالديه وأبر بهما من المقتول ، قاله قتادة {[43340]} . وعنه أيضا { وأقرب رحما } {[43341]} أقرب خيرا {[43342]} .

وقال : ابن جريج : أقرب أن يرحمه أبواه منهما للمقتول {[43343]} . وقيل : المعنى أقرب أن يرحما به {[43344]} . وقيل : الزكاة هنا الدين والرحم المودة {[43345]} .

والرحم مصدر رحم رحما ورحمة {[43346]} . وقيل هو من الرحم والقرابة {[43347]} .


[43297]:ساقط من ق.
[43298]:ق: هو.
[43299]:ساقط من النسختين.
[43300]:ط: "وكان كان".
[43301]:ط: زاد "وكان أبواه مؤمنين" وانظر قراءة أبي في جامع البيان 16/2 و3 ونسبه لقتادة، والدر 5/428.
[43302]:ق: "وقال" وهو خطأ.
[43303]:ق: "وكان".
[43304]:انظر قراءته في الدر 5/428.
[43305]:ق: "اعلام".
[43306]:الحديث أخرجه مسلم مطولا في الصحيح، كتاب الفضائل، باب فضائل الخضر وأبو داود في السنن، كتاب السنة رقم 4705 والترمذي في السنن، أبواب تفسير القرآن رقمك 3139ز
[43307]:ق: "وقيلا".
[43308]:ساقط من ق.
[43309]:قاله الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/305، وفي الجامع 11/25 أنه "قول كثير من المفسرين".
[43310]:وهو قول ابن عباس وقتادة، وتعضده قراءة أبي "فخاف ربك أن يرهقهما" انظر معاني الفراء 2/157، ومشكل القرآن 190 وجامع البيان 16/2، والجامع 11/26.
[43311]:ساقط من ق.
[43312]:قال الفراء "الخوف والظن يذهب بهما مذهب العلم " معاني الفراء 2/157.
[43313]:ساقط من ق.
[43314]:قال الفراء "الخوف والظن يذهب بهما مذهب العلم" معاني الفراء 2/157.
[43315]:ق: "ان".
[43316]:ق: "ان".
[43317]:ق: "يحملهم".
[43318]:انظر هذا القول في معاني الزجاج 3/305.
[43319]:انظر هذا القول في جامع البيان 16/3، ومعاني الزجاج 3/305 والجامع 11/26.
[43320]:ساقط من ق.
[43321]:ساقط من ق.
[43322]:وهو ابن جرير، انظر جامع البيان 16/2.
[43323]:ساقط من ق.
[43324]:وهو اختيار الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/305.
[43325]:ط: "من قول الله أيضا".
[43326]:وهو قول ابن جريج، انظر جامع البيان 16/4، والدر 5/429.
[43327]:وهو قول ابن جرير، انظر جامع البيان 16/4.
[43328]:وهو قول عمرو بن قيس ويعقوب بن عاصم أيضا، انظر جامع البيان 16/4، وفي الجامع 11/26 أنه قول ابن عباس وابن جريج أيضا خلط بين أقوال هؤلاء الثلاثة.
[43329]:ساقط من ق، والتتمة من ط لكن فيها طرف لم أتبينه للطمس الذي أتى على معظم الصفحة.
[43330]:انظر قوله في الجامع 11/26، وفي الدر 5/429 أنه قول عطية.
[43331]:ق: "سبعين".
[43332]:انظر قوله في الجامع 11/26 وفيه أن جعفر بن محمد رواه عن أبيه.
[43333]:انظر قوله في جامع البيان 16/4.
[43334]:ق: "سبعين".
[43335]:ق: "فرضا".
[43336]:ق: "لقضاء".
[43337]:ساقط من ق.
[43338]:ساقط من ق.
[43339]:انظر قوله في جامع البيان 16/4، والجامع 11/26.
[43340]:انظر في جامع البيان 16/4.
[43341]:ساقط من ط.
[43342]:انظر قوله الثاني في جامع البيان 16/4.
[43343]:انظر قوله في جامع البيان 16/4.
[43344]:ق: "يرحمانه" وهذا قول الفراء، انظر معاني الفراء 2/157، وجامع البيان 16/4.
[43345]:وهو قول عطية انظر الدر 5/429.
[43346]:انظر اللسان (رحم).
[43347]:في جامع البيان 16/4 أنه قول البصريين.