ثم قال : تعالى : { فانطلقا حتى إذ آتينا أهل قرية استطعما أهلها } [ 76 ] .
أي : فانطلق موسى والخضر يسيران حتى إذا جاءا أهل قرية { استطعما أهلها{[43248]} } [ 76 ] أي : سألاهما أن يطعموهما من الطعام . فأبوا ، فاستضافوهم{[43249]} فأبوا .
يقال : ضيفت الرجل إذا انزلته منزلة الاضياف . وأضفته أنزلته . وضيفته نزلت عليه ، مشتق من ضاف{[43250]} الشمس إذا{[43251]} مالت للغروب . ومنه قولهم هو مخفوض بالإضافة [ أي ]{[43252]} بإضافة{[43253]} الاسم إليه{[43254]} .
ثم قال : { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض{[43255]} } [ 76 ] أي يسقط بسرعة .
وقرأ يحيى بن يعمر " يريد أن ينقاص " بالصاد غير معجمة{[43256]} ، أي ينقطع من أصله وينصدع{[43257]} .
وقيل معناه : ينشق طولا . يقال : انقاصت سنه إذا انشقت{[43258]} .
ويقال : إن القرية انطاكية{[43259]} .
قال : الكسائي : إرادة الجدار هنا ميله ، لأن الأموات لا تريد . كما قال : النبي عليه السلام لا{[43260]} " ترى نارهما " {[43261]} أي لا يكون بموضع لو وقف فيه إنسان لرأى النار الآخر .
إن النار لا ترى منه . وقوله : { تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون }{[43262]} .
وقال : أبو عبيدة : ليس للحائط إرادة ولكن إذا{[43263]} كان في هذه الحال فهو من دنيه فهو إرادته{[43264]} .
وقيل : إنما كلم{[43265]} القوم بما كانوا يعقلون ويستعملون فلما دنا الحائط من الانقضاض جاز أن يقول { يريد أن ينقض{[43266]} } وقد قال : الشاعر :
يريد الرمح صدر أبي براء{[43267]} *** ويرغب عن دماء بني تميم{[43268]}
يشكو إلي جملي{[43269]} طول السرى{[43270]} *** صبرا جميلى فكلانا مبتلى{[43271]}
فازوز من وقع القنا بلبانه *** وشكا إلي بعبرة وتحمحم{[43272]}
قال : ابن عباس هدمه ثم قعد يبنيه{[43273]} . وعنه أنه قال : رفع الجدار بيده فاستقام{[43274]} . وقال : مرة أخرى : مسحه بيده فاستقام{[43275]} .
قال : له موسى { لو شئت لتخذت عليه أجرا } [ 76 ] أي لو شئت لم تقم لهؤلاء القوم جدارهم حتى يعطوك على أقامته أجرا{[43276]} . قيل عني موسى بالأجر هنا الضيافة ، أي حتى يبرونا .
و{ لتخذت } على قراءة الجماعة هو افتعلت من " تخذ " {[43277]} لكن أدغمت التاء التي هي فاء الفعل الأصلية بالافتعال . ويجوز أن يكون افتعلت من " أخذ " وأصله " أيتخذ " . ثم أبدل من الياء التي هي عوض من الهمزة التي هي فاء الفعل فأدغمت في تاء الافتعال{[43278]} .
فأما قراءة أبي عمرو وابن كثير فإنه من : تخذ يتخذ مثل شرب يشرب{[43279]} .
قال : ابن سيرين : القرية التي أتوها " الآيلة " وهي أبعد الأرض من السماء{[43280]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.