ثم قال تعالى : { وهو الذي ذرأكم في الأرض }[ 80 ] .
أي : أنشأكم فيها { وإليه تحشرون } أي : بعد مماتكم ، أي تصيرون إلى حكمه فيكم وعدله ، وليس هو حشر وصيرورة إلى قرب مكان ، لأن القرب والبعد في الأمكنة إنما يجوز على المحدثين الذين تحويهم الأمكنة ، والله لا يجوز عليه ذلك ، إنما هو حشر إلى وعده وحكمه فيهم ، وكذلك كل ما كان في القرآن من قوله : { وإليه ترجعون }{ وإليه يرجع الأمر كله } { وإليه تحشرون } كله معناه تصيرون إلى حكمه ووعده ومجازاته ليس هو صيرورة إلى قرب مكان ، سبحانه لا تحويه الأمكنة ولا تحيط به المواضع ، وليس كمثله شيء . الأمكنة كلها مخلوقة والأزمنة محدثة وهو قديم لا إله إلا هو ، فلا يحوي المحدث إلا محدثا . فافهم هذا واستعمله في كل ما جاءك منه في كتاب الله ، ولا تتوهم فيه قرب مكان ولا دنوا من موضع دون موضع ألزم فهمك ونفسك أنه تعالى لا يشبهه شيء ولا مثله شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.