ثم قال تعالى : { والذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }[ 61 ] .
أي يعطون أهل سهمان الصدقة ، ما فرض الله لهم{[47505]} من أموالهم فما أتوا معناه : ما أعطوهم إياه من صدقة .
{ وقلوبهم وجلة } أي : خائفة من أنهم إلى ربهم راجعون ، فيخافون ألا ينجيهم ذلك من عذابه{[47506]} .
قال الحسن{[47507]} : إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، وأن المنافق جمع إساءة وأمنا ، ثم تلا هذه الآية إلى { ربهم راجعون } .
وقال الحسن{[47508]} : يعملون ما عملوا من أعمال البر وهم خائفون ألا ينجيهم ذلك من عذاب الله .
وقال ابن عباس{[47509]} : مال المؤمن ينفق يتصدق به وقلبه وجل أنه إلى ربه راجع .
وسئلت عائشة{[47510]} : عن هذه الآية فقالت : كانوا يقرأونها ، يأتون ما أتوا بألف .
وكذلك روى عنها أنها كانت تقرأه من المجيء ، تعني إتيان الذنوب ، أي : يأتون الذنوب وهم خائفون .
وقال ابن عمر{[47511]} : ( يؤتون ما أتوا ) : الزكاة .
وقال مجاهد{[47512]} : المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل .
وقال ابن جبير{[47513]} : / يفعلون ما فعلوا{[47514]} وهم يعلمون أنهم صائرون إلى الموت وهي من المبشرات .
وقال قتادة{[47515]} : يعطون ما أعطوا ، ويعملون ما عملوا من خير ، وقلوبهم وجلة خائفة .
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قلت يا رسول الله { والذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } أهم الذين يذنبون وهم مشفقون ؟ فقال : " لا بل هم الذين يصلون وهم مشفقون ، ويصدقون وهم مشفقون ، ويصومون وهم مشفقون " .
وروي عن عائشة{[47516]} أيضا أنها قالت : قلت للنبي : يا رسول الله ، { والذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } أي ، هو الرجل يزني أو يسرق أو يشرب الخمر ، قال : " لا يا ابنة أبي بكر ، أو قال يا ابنة الصديق ، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يتقبل منه " .
وقرأ ابن عباس{[47517]} : ( يأتون ما أتوا من المجيء ) وروى ذلك على عائشة على تقدير : يعملون ما عملوا وهم خائفون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.