الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (129)

ثم قال {[57728]} : { وتركنا عليه في الآخرين ، سلام على آل ياسين } أي : وأبقينا عليه الثناء الحسن بعده ، فيقال : " سلام على آل ياسين " ، أي : سلام على أهل دينه فيسلم على أهله من أجله ، فهو داخل في أفضل الثناء .

ومن قرأ " الياسين " غير مقطوع {[57729]} فقال ابن أبي إسحاق {[57730]} : هو اسمه مثل إبراهيم {[57731]} .

وذهب أبو عبيد إلى أنه جمع جمع السلامة على معنى {[57732]} أنه وأهل مذهبه يسلم عليهم {[57733]} .

وقال علي بن سليمان : العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل {[57734]} منهم ، فيقولون المهالبة لأصحاب المهلب ، كأنهم سموا كل واحد بالمهلب فعلى هذا قيل الياسين يريد قومه المؤمنين كأنه سمى كل واحد منهم بإلياس {[57735]} .

وذكر سيبويه أن هذا المعنى إنما يجيء على معنى النسبة ، حكى {[57736]} الأشعرون ، يريد به النسب {[57737]} .

واحتج أبو عمرو وأبو عبيد على تركه لقراءة آل ياسين أنه ليس في السور سلام على آل فلان من الأنبياء فكما سمي الأنبياء في هذا المعنى سمي هو . ولا حجة في هذا لأنه إذا أثني على قومه المؤمنين من أجله فهو داخل في ذلك وله منه أوفر الحظ ، وهو أبلغ في المدح ممن أثني عليه باسمه ، وأيضا فإن الخط مثبت بالانفصال {[57738]} .

وقال الفراء : هو مثل { طور سيناء } {[57739]} و{ طور سينين } {[57740]} والمعنى واحد {[57741]} .

ومعنى ذلك : أن إلياس اسم أعجمي ، [ والعرب إذا استعملت الأسماء الأعجمي في كلامها غيرتها بضروب من ] {[57742]} التعبير {[57743]} فيقولون : إبراهيم وإبراهام وإبرهام ، وميكائيل وميكائيل وميكاين وميكال ، وإسماعيل وإسمعيل ، وإسرائيل وإسرائين ، وشبهه فكذلك إلياس وإلياسين هو واحد قال السدي : " سلام على الياسين " هو {[57744]} : إلياس .

قال الفراء : إن أخذته من الأليس {[57745]} صرفته فيكون وزنه على هذا إفعال {[57746]} مثل إخراج {[57747]} .

وقرأ الحسن بوصل الألف بجعله الألف {[57748]} واللام اللتين للتعريف دخلتا على ياسين {[57749]} .


[57728]:ب: "ثم قال تعالى"
[57729]:قرأ نافع وابن عامر "سلام على آل ياسين" وقرأ الباقون "سلام على إلياسين" انظر: الحجة لأبي زرعة 610ـ 611 والسبعة لابن مجاهد 549 والتيسير للداني 187 وغيث النفع 335
[57730]:هو عبد الله بن أبي إسحاق الزيادي الحضرمي النحوي المقرئ البصري أخذ القراءة عن يحيى ابن يعمر وأخذ عنه أبو عمرو بن العلاء والأخفش. توفي سنة 117 هـ انظر: غاية النهاية 1/410 ، 1744 وتقريب التهذيب 1/402 ، 185
[57731]:انظر: إعراب النحاس 3/477 والجامع للقرطبي 15/118
[57732]:ب: "على المعنى"
[57733]:وقفت على نسبة هذا القول إلى أبي عبيدة في مجازه 2/172 والجامع للقرطبي 15/118، ولم أقف على نسبته إلى أبي عبيد
[57734]:ب: "الجميل"
[57735]:انظر: إعراب النحاس 3/437 وتفسير ابن القيم 417 والجامع للقرطبي 15/119
[57736]:ب: "حكى ياسين أنه ليس في الصور الأشعرون" وهذا زيادة من الناسخ وخطأ منه
[57737]:انظر: الكتاب لسيبويه 3/410 وإعراب النحاس 3/437 والمحتسب 2/223 والجامع للقرطبي 15/119
[57738]:انظر: إعراب النحاس 3/438 ومعنى أن الخط مثبت بالانفصال: أن "آل ياسين" كتب هكذا غير متصلة
[57739]:المؤمنون آية 20
[57740]:التين: آية 2
[57741]:انظر: معاني الفراء 2/392 وإعراب النحاس 3/438
[57742]:ما بين المعقوقين مثبت في طرة ب
[57743]:ب: "التغير"
[57744]:ب: "هو فعال مثل إخراج إلياس" "وهذه زيادة وخطأ من الناسخ"
[57745]:الأليس هو الذي لا يبرح بيته... وقيل هو الشجاع انظر: اللسان مادة "ليس" 6/210ـ 211
[57746]:ب: "فعال"
[57747]:انظر: معاني الفراء 2/391
[57748]:ساقط من ب
[57749]:قرأ الحسن "الياسين" بوصل الألف انظر: إعراب النحاس 3/436 والجامع للقرطبي 15/118 والبحر المحيط 7/373