قوله تعالى{[57570]} : { فلما أسلما }{[57571]} أي{[57572]} : أسلما الأمر لله ورضيا بالذبح الذابح والمذبوح وتله : صرعه والجبين : ما عن يمين الجبهة وعن{[57573]} شمالها .
قال قتادة : تله : كبه وحول وجهه إلى قفاه{[57574]} .
قال ابن عباس : كبه{[57575]} على جبهته{[57576]} .
قال السدي{[57577]} : فنودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا بالحق ، فالتفت فإذا بكبش فأخذه وخلى{[57578]} عن ابنه ، وأكب على ابنه يقلبه ، وهو يقول : اليوم يا بني وهبت لي ، فهو قوله تعالى : { وفديناه بذبح عظيم } فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت وقالت : يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني{[57579]} .
قال عكرمة في معنى{[57580]} { وتله للجبين } : قال له الغلام : يا أبت{[57581]} اقذفني للوجه كل لا تنظر إلى وجهي فترحمني وانظر أنا إلى الشفرة{[57582]} فأجزع{[57583]} .
قال مجاهد : " وتله للجبين " وضع وجهه على الأرض{[57584]} فقال له : يا أبت لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني ، فلا تحن{[57585]} علي ، اربط يدي إلى المرفقين{[57586]} ثم وضع{[57587]} وجهي في الأرض{[57588]} .
ومن قرأ ترى{[57589]} بفتح التاء والراء ، فمعناه : ماذا{[57590]} عندك من الرأي فيما قلت لك ، على معنى الامتحان لإسحاق لا على{[57591]} معنى الاستشارة له في أمر الله .
ومن ضم التاء{[57592]} فمعنى قراءته : ماذا ترى من صبرك أو جزعك . وقيل : معنى الكلام : ماذا{[57593]} تشير{[57594]} امتحانا له{[57595]} .
وغلط أبو عبيد{[57596]} وأبو حاتم في هذا فجعلاه من رؤية{[57597]} العين ، وليس كذلك إنما هو في معنى الرأي تقول أريت{[57598]} فلانا الصواب وأريته{[57599]} رشده{[57600]} .
قال ابن عباس : إن الله لما أمر إبراهيم{[57601]} بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى{[57602]} ، فسابقه فسبقه إبراهيم ، ثم ذهب به جبريل صلى الله عليه وسلم{[57603]} إلى جمرة العقبة{[57604]} ، فعرض له الشيطان فرمى بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب{[57605]} . ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض ، فقال له{[57606]} : يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخلعه{[57607]} عني فكفني فيه ، فالتفت إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإذا بكبش أعين{[57608]} أبيض أقرن{[57609]} فذبحه{[57610]} .
قال ابن عباس : لقد رأيتنا نتبع هذا الضرب من الكباش{[57611]} .
وجواب لما محذوف ، والتقدير : فلما أسلما سعدا{[57612]} وأجزل لهما الثواب{[57613]} .
وقال الكوفيون : الجواب : ناديناه والواو زائدة{[57614]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.