اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (129)

{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين } .

قوله : { إِلاَّ عِبَادَ الله } استثناء من فاعل «فكذبوه » وفيه دلالة على أن في قومه من لم يكذبه فلذلك استثنوا ولا يجوز أن يكونوا مُسْتَثْنِيْنَ من ضمير «لَمحْضَرُونَ » ؛ لأنه يلزم أن يكونوا مُنْدَرِجِينَ فيمن كذب لكنهم لم يحضروا لكونهم عباد الله المخلصين . وهو بين الفساد . ( و ) لا يقال : هو مُسْتَثْنًى منه استثناء منقطعاً ؛ لأنه يصير المعنى لكن عباد الله المخلصين من غير هؤلاء لم يحضرُوا . ولا حاجة إلى هذا بوجه إذ به يَفْسُد نَظْمُ الكَلاَمِ . {[47363]}


[47363]:انظر بالمعنى من البحر المحيط 7/373 وباللفظ من الدر المصون 4/568.