الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (8)

قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ ) الآية [ 9 ] .

المعنى : أن الله عز وجل حضّ( {[15039]} ) المؤمنين أن يكونوا شهداء( {[15040]} ) بالعدل في أوليائهم وأعدائهم( {[15041]} ) .

قوله ( وَلاَ يجْرِمَنَّكُمْ شَنْئَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ) أي( {[15042]} ) لا يَحمِلنَّكم بغض( {[15043]} ) قوم على ألا تشهدوا بالحق وعلى ألا تعدلوا في حكمكم فيهم ، والمعنى : لا يحملنكم بغض( {[15044]} ) المشركين على ترك العدل( {[15045]} ) . وهذه الآية نزلت حين هم اليهود بقتل النبي صلى الله عليه وسلم( {[15046]} ) . ثم أمرهم بالعدل فقال : ( اعْدِلُوا ) أي : اعدلوا في الأعداء وغيرهم ، فالعدل أقرب إلى التقوى ، أي : إلى أن تكونوا من أهل التقوى لا مِنْ أهل الجور ، وهو كناية عن العدل( {[15047]} ) .


[15039]:- غير منقوطة في أ، ب: خص.
[15040]:- "أي مبيّينين" إعراب النحاس 1/486.
[15041]:- انظر: تفسير الطبري 10/95.
[15042]:- د: في حكمكم أي.
[15043]:- ب د: بعض.
[15044]:- ب ج د: بعض.
[15045]:- انظر: أواخر تفسير الآية 3 من "المائدة".
[15046]:- وهم يهود خيبر في قول عبد الله بن كثير في تفسير الطبري 10/96.
[15047]:- انظر: تفسير الطبري 10/96 و97.