الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

- ثم قال : ( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا . . . )[ 27 ] .

أي : فلما رأى المشركون عذاب الله {[69447]} قريبا وعاينوه ، ساء الله وجوه الذين كفروا .

قال {[69448]} الحسن : ( رأوه زلفة ) ، أي : عاينوه {[69449]} .

قال مجاهد : زلفة : ( ( قد اقترب ) ) {[69450]} .

وقال ابن زيد : زلفة : حاضرا ، أي : قد حضرهم العذاب {[69451]} .

وقال {[69452]} ابن عباس : ( فلما رأوه زلفة ) ، أي : فلما رأوا عملهم السيء {[69453]} .

وقيل : فلما رأوا الحشر . ودل {[69454]} عليه : " يحشرون " {[69455]} .

وقيل : الهاء تعود على الوعد لتقدم ذكره {[69456]} .

- ثم قال تعالى : ( وقيل هذا الذي كنتم به تدعون )[ 27ٍ ] .

أي : وقال الله لهم عند معاينتهم العذاب : هذا الذي كنتم به تدعون ربكم أن يعجله لكم .

وقال الحسن : تدعون أن لا جنة ولا نارا {[69457]} .

وأصل ( تدعون [ تَدْتَعِيون ] {[69458]}- على تفتعلون- من الدعاء ، ثم أعلي ثم أُدْغِمَ {[69459]} .

وقال أبو حاتم : ( تدعون ) : تكذبون {[69460]} .

وقيل : ( تدعون ) : يدعو بعضكم بعضا إلى التكذيب {[69461]} .

وقرأ قتادة والضحاك : " تدعون " مخففا {[69462]} ، وهما بمعنى ، كما يقال : قدر واقتدر ، وعدا واعتدى ، إلا في " افتعل " : معنى التكرير ، و " فعل " يقع للتكرير ولغير التكرير {[69463]} .


[69447]:- هكذا قال الطبري في ما تعود عليه الهاء من قوله( رأوه) وقاله الزجاج في معانيه 5/201, وحكاه البغوي في المعالم 7/127. والقرطبي في تفسيره 18/220 عن أكثر المفسرين.
[69448]:-ث: وقال.
[69449]:- انظر جامع البيان 29/11.
[69450]:- جامع البيان 29/11-12. وأخرجه عن قتادة, وانظر: قول مجاهد أيضا في تفسيره, ص: 667.
[69451]:- انظر جامع البيان 29/12.
[69452]:-ث: قال.
[69453]:-انظر: تفسير القرطبي 18/220.
[69454]:- ث: دل.
[69455]:-انظر تفسير القرطبي 18/220.
[69456]:- أجازه النحاس في إعرابه 4/473.
[69457]:- انظر البحر8/304.
[69458]:- ث: ثم تعيون. م: تدعون.
[69459]:-انظر الغريب لابن قتيبة, ص: 475, وإعراب النحاس 4/473. وهذه قراءة الجمهور: انظر جامع البيان 29/12, وتفسير القرطبي 18/221.
[69460]:-لم أقف على قوله. وهو قول ابن عباس في تفسير القرطبي 18/221.
[69461]:- لم أقف على هذا القول.
[69462]:- جامع البيان 29/12, وهي مشكولة خطأ في الطبعة التي اعتمدتها. حيث كتبت هكذا:" تدّعون" وهي بهذا الشكل قراءة الجمهور. والصحيح أنها بتخفيف الدال وسكونها كما نص عليه ابن الجوزي في زاد المسير 8/324, وحكاها أيضا عن أبي رزين والحسن وعكرمة وابن أبي عبلة ويعقوب. وعي أيضا قراءة ابن أبي إسحاق في تفسير القرطبي 8/221, وقراءة أبي زيد وعصمة عن أبي بكر والأصمعي عن نافع, وأبي رجاء وابن يسار عبد الله بن مسلم في البحر 8/304 وانظر قراءة يعقوب في المبسوط,, ص: 442, حيث حكاها عن الضاحك وابن جبير ويحيى بن يعمر وسلام.
[69463]:-انظر: معاني الأخفش 2/712, وإعراب النحاس4/473.