الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ} (28)

ثم قال تعالى : ( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون )[ 29 ] .

أي ، قال لهم [ أعدلهم ] {[69715]} ألم أقل لكم ، هلا تستثنون إذا قلتم لنصرمنها مصبحين ، فتقولون {[69716]} إن شاء الله {[69717]} ؟ !

قال مجاهد : لولا تسبحون ، أي : تستثنون {[69718]} ، كان التسبيح فيهم الاستثناء " {[69719]} .

وأصل التسبيح في اللغة : التنزيه ، فجعل قولهم " إن شاء الله " معناه تنزيه لله أن يكون شيء إلا بمشيئته {[69720]} .

وظاهر [ الآية ] {[69721]} [ يدل ] {[69722]} على التسبيح بعينه ، إذ بعده ( قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين )[ 29 ] .

أي ( ظالمين ) {[69723]} في منعنا {[69724]} المساكين أن يأخذوا ما يجب علينا .


[69715]:- م: أحدهم. وفي جامع البيان 29/35 عن ابن عباس ومجاهد وسعيد والضحاك وقتادة:" أوسطهم أعدلهم" وزاد قتادة:" وكان أسرع فزعا وأحسنهم رجعة". وفي تفسير ابن كثير 4/433 هو قول محمد بن كعب والربيع بن أنس وعكرمة, أيضا: انظر: الدر 8/433.
[69716]:-ث: فيقولون. وفي جامع البيان 29/35. فتقولوا.
[69717]:- انظر جامع البيان 29/35.
[69718]:- ث: يستثنون.
[69719]:- جامع البيان 29/35.
[69720]:- حكاه القرطبي في تفسيره: 18/244, وأبو حيان في البحر8/313, كلاهما عن النحاس. وقال الزجاج في معانيه 5/209:" التسبيح في اللغة- فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم- تنزيه الله عن السوء" ولعل هذا هو الذي جعل الراغب يذهب إلى أن أصله" المر السريع في عبادة الله تعالى" وذلك أن السبح- لغة- هو المر السريع في الماء وفي الهواء", ثم قال الراغب: " وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشر فقيل: أبعده الله, وجعل التسبيح عادا في العبادات قولا كان أو فعلا أو نية" المفردات, ص: 226( سبح).
[69721]:- م:ث: الاست.
[69722]:-م: تدل.
[69723]:- ساقط من(أ).
[69724]:- أ: منع.