الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

- ثم قال تعالى : ( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذا اقسموا {[69665]} ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون {[69666]} )[ 17-18 ] .

أي : إنا بلونا قريشا ، أي : امتحناهم كما امتحنا أصحاب الجنة ، إذ حلفوا ليصرمن من ثمرها إذا أصبحوا ولا يقولون : إن شاء الله .

قال عكرمة : هم أناس من الحبشة ، كانت لأبيهم جنة ، وكان يطعم المساكين ( منها ، فلما مات أبوهم قال بنوه : والله ما كان أبونا إلا أحمق حين يطعم المساكين ) {[69667]} ، فأقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يطعمون مسكينا {[69668]} .

قال قتادة : كان أبوهم يتصدق ، وكان بنوه ينهونه {[69669]} عن الصدقة ، وكان يمسك قوت سنة ، وينفق ويتصدق بالفضل ، فلما مات أبوهم ، غدوا عليها وقالوا : لا {[69670]} يدخلنها اليوم عليكم مسكين {[69671]} .

[ وقال ] {[69672]} ابن عباس : كانوا ( أهل ) {[69673]} كتاب {[69674]} .

والصرم في اللغة {[69675]} : القطع {[69676]} ، وهو الجَذَاذ {[69677]} .


[69665]:- ث: إذا اقسموا.
[69666]:-أ: أصحاب الجنة. الآية.
[69667]:- ساقط من أ.
[69668]:- انظر جامع البيان 29/29
[69669]:- أ: ينهوه.
[69670]:- أ: وقالوا ألا.
[69671]:- انظر جامع البيان 29/29, والدر 8/250.
[69672]:-م, ث: قال.
[69673]:- ساقط من ث.
[69674]:- انظر جامع البيان 29/29, والدر 250.
[69675]:- أ: اللغو.
[69676]:- هذا في قول من يجعله عاما في القطع كيفما كان, وهو قول الراغب في مفرداته, ص: 288( صرد). وذهب النحاس في إعرابه 5/10 إلى أنه القطع المستأصل. وفي اللسان: صرم:" هو القطع البائن.
[69677]:-أ,ث: الجداد, بدالين مهملتين, وهو صحيح أيضا, يقال: جذ النخل يجُذُّه جَذّاً وجَذَاذًا... ويقال: جددت الشيء أجده, بالضم, جدا: قطعته, الللسان ( جدد)و( حذذ) . انظر, الحلية لابن فارس: 104.