الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

ثم قال : ( خاشعة أبصارهم ترهقهم ( ذلة ) {[69824]} . . . )[ 43 ] .

أي : خاضعة ذليلة أبصارهم [ تغشاهم ] {[69825]} ذلة {[69826]} من عذاب الله .

والعامل في " يوم يكشف " قوله : ( فلياتوا بشركائكهم ) أي : فليأتوا بالشركاء يوم يكشف ، أي يوم القيامة .

لم يرد الإتيان بها في الدنيا لأنهم يقدرون على ذلك في الدنيا ، ولا يقدرون عليه في الآخرة " فليأتوا " هو العامل في " يوم يكشف " . ويجوز أن يعمل فيه فعل[ مضمر ] {[69827]}أي : اذكر يوم يكشف .

ثم قال تعالى : ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون . . . )[ 43 ]

( أي ) {[69828]} : وقد كانوا في الدنيا يدعون ( إلى ) {[69829]} أن يسجدوا لله {[69830]} وهم سالمو الجوارح ، لا يمنعهم من ذلك مانع فلم يفعلوا {[69831]} .

وقيل : السجود( الذي ) {[69832]} ( كانوا ) {[69833]} يدعون إليه في الدنيا هو {[69834]} الصلاة المكتوبة . قاله الشعبي {[69835]} .

وقال ابن جبير : كانوا يسمعون النداء للصلاة فلا يجيبون {[69836]} .

قال ابن عباس : هم الكفار ، كانوا يدعون إلى السجود في الدنيا وهم آمنون ، فاليوم يدعون وهم خائفون {[69837]} .

وروى {[69838]} قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون ، وبين كل مؤمنين منافق فيقسو ظهر المنافق عن السجود ، ويجعل الله سجود المؤمنين على المنافقين توبيخا وصغارا وذلا وندامة وحسرة " {[69839]} .


[69824]:- ساقط من أ.
[69825]:- م: تغتاهم. وانظر الغريب لابن قتيبة 481.
[69826]:- ث: ذلك ( تحريف).
[69827]:- م: مضمرا.
[69828]:- ساقط من ث:.
[69829]:-ساقط من أ.
[69830]:- ث: يسجدوا لله.
[69831]:- وانظر جامع البيان 29/42.
[69832]:- ساقط من ث.
[69833]:- ساقط من أ
[69834]:- أ: هي.
[69835]:- انظر البحر 8/317, وهو قول إبراهيم في جامع البيان 29/43.
[69836]:- وانظر جامع البيان 29/43.
[69837]:- انظر المصدر السابق.
[69838]:- أ: روى.
[69839]:- أخرجه الطبري في جامع البيان 29/43.