تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا فَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَابٗا ذَا عَذَابٖ شَدِيدٍ إِذَا هُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ} (77)

الآية 77 : وقوله تعالى ) {[13499]} : { حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب إذا هم فيه مبلسون }اختلف في قوله : { مبلسون }قال بعضهم : المبلس الآيس من كل خير ، وهو ما وصفه{[13500]}{ إنه ليئوس كفور }( هود : 9 ) فيؤوس قنوط ونحوه .

قال الزجاج : المبلس الساكت المتحير ، لا يدري ما يعمل به . فعلى ذلك هم كانوا حيارى لما نزل بهم العذاب لا يدرون ما يعملون به في رفع ذلك عنهم .

وقال الكسائي : المبلس المنقطع السيئ الظن . قال ومنه سمي إبليس لأنه آيس من رحمة الله ، وانقطع رجاؤه عنده . وقال أبو عوسجة : اليائس الحزين ، ويقال : إبليس الرجل إن{[13501]} أيس ، فحزن ، وإبليس غيره أيضا ، وإنما سمي إبليسُ إبليسَ لأنه يئس من رحمة الله ، فحزن . قال وقوله : { فما استكانوا لربهم }أي لم يذلوا لربهم بالطاعة له والخضوع لما ذكرنا .


[13499]:ساقطة من الأصل وم.
[13500]:في الأصل وم: وصفهم.
[13501]:في الأصل وم: أي.