تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

الآية 60 : وقوله تعالى : { والذين يؤتون ما آتوا } وفي بعض القراءات : والذين يأتون ما آتوا مقصورة ، وهي قراءة عائشة{[13448]} . فمن قرأ : يأتون ما آتوا فتأويله{[13449]} : أي الذين يعملون من عمل ، وجلت/ 356- ب/له قلوبهم : أيتقبل{[13450]} منهم أم لا ؟ ومن قرأ{ والذين يؤتون ما آتوا }فهو من الإعطاء والإنفاق ؛ يقول : والذين يعطون ، وينفقون ما أنفقوا{ وقلوبهم وجلة }أن ذلك يقبل منهم أم لا .

وفيه دلالة أن المطيع في ما يطيع ربه يكون على خوف منه كالمسيء في إساءته وكذلك ( روي عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ، قالت : أهم الذين يشربون الخمر ، ويسرقون ، ويزنون ؟ فقال : لا ، ولكنهم الذين يصومون ، ويصلون ، ويتصدقون ، وهم يخافون ألا يقبل منهم{ أولئك يسارعون في الخيرات }( المؤمنون : 61 ) ) ( الترمذي : 3175 ) .

وجائز أن يكون قوله : { وقلوبهم وجلة }لا على ذلك ، ولكن على ما يذكر . أي قلوبهم وجلة أنهم يرجعون إلى ربهم على السعادة أم على الشقاوة ، والله أعلم .


[13448]:انظر معجم القراءات القرآنية ج4/217.
[13449]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[13450]:في الأصل وم: أي يتقبل.