تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (78)

الآية 78 : وقوله تعالى : { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون } يذكرهم نعمه التي{[13502]} أنعمها عليهم ليستأدي بذلك الشكر له عليها ، ذكر أمهات النعم لم يذكر غيرها ، وهي{[13503]} السمع والبصر والفؤاد الذي ذكر ، إذ بها يوصل إلى معرفة كل نافع وضار وكل طيب وخبيث وكل لين وخشن وكل سهل وشديد وكل حلو ومر ، وكان الإنسان مطبوعا على حب النافع والطيب واللين والسهل ، واختياره على أضداده ، والهرب من كل ضار ومؤذ والفرار من أضداد ما ذكرنا من المختارات عنده .

فأخبر أنه أعطى لهم ما يعرفون به النافع من الضار والطيب من{[13504]} الخبيث مشاهدة وخبرا ، وما به يميزون ذا من ذا ، ويختارون ما هو المختار عندهم من غيره ، وما ينفعهم مما يضرهم ليتأذي مما يضرهم ليستأدي بذلك شكره .


[13502]:من م في الأصل: الله.
[13503]:في الأصل وم: وهو.
[13504]:ساقطة من الأصل وم.