الآية 80 : وأخبر عن قدرته وسلطانه حين{[13506]} قال : { وهو الذي يحي ويميت وله اختلاف الليل والنهار }أن من قدر ، وملك إحياء الموتى وإماتة الحي قادر على البعث ، ومن ملك إنشاء الليل بعدما ذهب أثر النهار وإنشاء النهار بعدما ذهب أثر الليل قادر على الإحياء والبعث بعد الموت .
ثم قال : { أفلا تعقلون }أنه كذلك ، فكيف تنكرون قدرته على البعث والإحياء بعدما صرتم رمادا وترابا ؟ وكيف تشركون{[13507]} غيره في عبادتكم إياه ؟ وتصرفون الشكر إلى غيره في ما أنعم عليكم ؟
ثم أهل التأويل صرفوا قوله : { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة }إلى آخره إلى الكفار ، وهم يكفرون بنعمته التي ذكر ، وينكرونها ، وهم لا يشكرون رأسا بقوله : { قليلا ما تشكرون }إلا أن يقال : إنهم في بعض الأحايين ربما يشكرون الله ، ويتضرعون إليه نحو قوله : { فإذا ركبوا في الفلك }الآية ( العنكبوت : 65 ) ونحوه من الآيات التي ذكر فيها دعاءهم وتضرعهم إلى الله عندما أصابهم الضر . فذلك منهم شكر . أو أن يقال : إن قوله : { قليلا ما تشكرون }أي قليلا ما تشكرون رأسا كقول الرجل لآخر : قليلا ما تفعل كذا ، أي لا تفعل أصلا . فعلى ذلك هذا إن كان المراد منها والخطاب بها أولئك الكفرة ، وإلا فالخطاب{[13508]} بها يجيء أن يكون راجعا إلى المؤمنين ، إذ هم الذين يقومون ببعض الشكر لنعمه وقليله . وأما الكفرة فهم يكفرونها ، وينكرون رأسا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.