تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (108)

الآيتان 108 و109 وقوله تعالى : { وتركنا عليه في الآخرين } قال أهل التأويل : أي تركنا عليه في الآخرين الثناء الحسن .

ويجوز أن يكون قوله : { وتركنا عليه في الآخرين } ذلك السلام الذي ذكر على إثره حيث قال عز وجل : { سلام على إبراهيم } ترك ذلك فينا لنسلّم عليه وعلى جميع المرسلين كقوله تعالى : { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } { وسلام على المرسلين } [ الصافات : 180 و181 ] [ وكقوله عليه السلام ]{[17877]} : ( قد أُمرنا أن نثني ، ونسلّم على جميع الأنبياء والمرسلين ) [ ابن جرير الطبري في تفسيره : 12/116 ] وكقوله : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) [ البخاري 3370 ] ويكون الأنبياء عليه السلام [ يُسلّم ]{[17878]} بعضهم على بعض كما كان بعضهم من شيعة بعض ، أو أن يكون ذلك السلام من الله لهم أمنا من كل خوف وسلامة من كل خُبث .


[17877]:في الأصل و م: كقوله.
[17878]:ساقطة من الأصل و م.