تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

الآية 103 وقوله تعالى : { فلما أسلمنا وتلّه للجبين } يحتمل قوله : { أسلما } استسلما لأمر الله في ما أمرهما : هذا بالذبح ، وهذا بالبذل والطاعة في ذلك ، أو أسلم هذا ابنه ، وهذا نفسه لله عز وجل وأصله : أسلما نفسيهما لأمر الله وإطاعته في ذلك .

وقوله تعالى : { وتلّه للجبين } أي صرعه ، وكبّه على وجهه . فيه أنه لم يضجعه كما يضجع المرء ما يريد أن يذبحه من الشياه وغيرها . ولكنه أضجعه على وجهه .

فهو ، والله أعلم ، لما أراد أن ينفّذ أمر الله ، ويقدر على{[17859]} ما أمر به ، فلعله لو أضجعه على ما يُضجع غيره من الذبح ، نظر كل واحد منهما إلى وجه الآخر ، فيترهّم هذا بترك ذبحه ، وهذا ينظر في وجهه ، فيجزع ، ويترك طاعته .

أو على ما قال أهل التأويل : إن ولده قال لإبراهيم عليه السلام كذا ، ففعل ما ذكر ، والله أعلم .


[17859]:أدرج بعدها في الأصل وم: إذا.