تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ} (135)

الآيات 131 -138 وقوله تعالى : { إنا كذلك نجزي المحسنين } { إنه من عبادنا المؤمنين } { وإن لوطا لمن المرسلين } { إذ نجّيناه وأهله أجمعين } { إلا عجوزا في الغابرين } { ثم دمّرنا الآخرين } { وإنكم لتُمرّون عليهم مصبحين } { وبالليل أفلا تعقلون } يذكّر أهل مكة ، ويعظهم بما نزل بالمكذبين من الأمم الماضية من العذاب والهلاك . إن من أهلك [ منهم ]{[17909]} إنما أهلك بتكذيب الرسل وعنادهم ، ومن نجا منهم إنما نجا بتصديقهم والإجابة لهم . وإياكم وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فينزل بكم كما نزل بأولئك .

وقوله{[17910]} عز وجل : { وإنكم لتمرّون عليهم مصبحين } أي على من هلك من مكذبي الرسل بالليل والنهار ، فتعلمون إنهم لمن المرسلين . هذا ينقض على الباطنية [ أيضا ]{[17911]} قولهم الذي{[17912]} قالوا : إن الرسل ليسوا إلا ستة . لا يعدّون يونس ولوطا عليه السلام منهم ، فيخالفون ظاهر الآية ، وهو قوله عز وجل : { وإن يونس لمن المرسلين } وهم يقولون : ليس من المرسلين ، وبالله العصمة .


[17909]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[17910]:في الأصل و م: وقال.
[17911]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[17912]:في الأصل: اخلى، في م: حتى.