تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ يَزِيدُونَ} (147)

الآية 147 وقوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } هذا يحتمل وجوها .

أحدها : ما ذكرنا أن حرف الاستفهام إذا أضيف إلى الله فهو على التقرير /456-أ/ والإيجاب ، ليس على حقيقة الاستفهام .

فعلى ذلك حرف الشك : { إلى مائة ألف } بل يزيدون ، أو يقول : ويزيدون لما يتعالى عن الشك .

والثاني : قوله : { أو يزيدون } حتى يزيدوا كقوله عز وجل : { تقاتلونهم أو يُسلِمون } [ الفتح : 16 ] أي حتى يسلموا ، أو كأنه وقت ما بعثه إليهم كانوا مئة ألف ، ثم ازدادوا بعد ذلك ، والله أعلم .

والثالث : يكونون{[6]} مئة ألف ، وقوله : { أو يزيدون } عند الناس . فمعناه أن من نظر إليهم لا يظن دون مئة ألف ، ولكن يظن مئة ألف وزيادة ، والله أعلم .


[6]:- نفسه.