تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (63)

الآيتان 62 و63 وقوله تعالى : { ومن دونهما جنتان } [ { فبأي آلاء ربكما تكذبان } ]{[20381]} فإن كانت الجنتان اللتان سبق ذكرهما للسابقين والصديقين ، فهاتان اللتان ذكرهما ههنا لأصحاب اليمين على ما ذكره بعض أهل التأويل ، فجائز أن يكون قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان } أي في الفضل والقدر والمنزلة لفضل أولئك على أصحاب اليمين .

وإن كانت الجنات جميعا لكل فريق منهم فجائز أن يكون قوله : { ومن دونهما جنتان } في المكان والموضع لا في الفضل والقدر . فكأنه قال : من أي جهة وقع بصرهم يقع على جناتهم من فوق ومن تحت وعن يمين وشمال ؛ أي يكونون وسط الجنات ، لا يحتاجون إلى التحويل من مكان إلى مكان كقوله تعالى : { لا يبغون عنها حولا } [ الكهف : 108 ] .


[20381]:ساقطة من الأصل و م