تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَوَاتَآ أَفۡنَانٖ} (48)

الآيات 48 – 51 ثم نعت ، ووصف{[20340]} ما جعل للسابقين والصديقين والشهداء ما ذكر حين{[20341]} قال : { ذواتا أفنان } [ { فبأي آلاء ربكما تكذبان } ووصف ما جعل لأصحاب اليمين بقوله : { فيهما عينان تجريان } { فبأي آلاء ربكما تكذبان } ]{[20342]} قال عامة أهل التأويل : { ذواتا أفنان } ذواتا أغصان . ولكن ليس في هذا كثير حكمة . لكن يحتمل قوله : { ذواتا أفنان } من الفنون ، أي فيهما من كل فن وكل نوع [ شيء ]{[20343]} .

وقال مقاتل : ذلك في الجنتين اللتين جعلهما لأصحاب اليمين : { مدهامّتان } [ الآية : 64 ] والمدهام ، هو الذي تضرب خضرته لشدتها{[20344]} إلى السواد ، وهو دون الأول في الوصف ؛ إذا لم يصفهما بصفة واحدة ، ووصف تينك الجنتين بالفنون ، وقال في تينك : { فيهما عينان تجريان } وقال في أصحاب اليمين : { فيهما عينان نضاختان }[ الآية : 66 ]

والناضخ ، هو الذي لا يتبين جريانه ، ووصف تينك بالجريان ، والنضخ دون الجريان .

وقال القتبي : { نضاختان } اللتان تفوران بالماء ، والنضخ دون النضخ ، وهو الرش . وقال في الجنتين السابقتين : { فيهما من كل فاكهة زوجان } [ الآية 52 ] أي صنفان أو لونان [ من ]{[20345]} أي شيء كان . وقال في أصحاب [ اليمين ]{[20346]} : { فيهما فاكهة ونخل ورمان }[ الآية : 68 ] : ذكر أشياء معدودة ، وعم الأشياء في تينك حين{[20347]} قال : { فيهما من كل فاكهة زوجان }[ الآية : 52 ] لتفضيل أولئك على هؤلاء .

وجائز أن يكون{[20348]} في كل واحدة حكمة على حدة بقوله{[20349]} تعالى : { ذواتا أفنان } ما ذكرنا أن منهما من كل فن و كل نوع [ شيئا ]{[20350]} ؛ وإحدى العينين هي العين المعروفة الموعودة ، والأخرى التي لا يعرفون ، ولا يوعدون .


[20340]:الواو ساقطة من الأصل.
[20341]:في الأصل و م: حيث.
[20342]:ساقطة من الأصل و م.
[20343]:ساقطة من الأصل و م.
[20344]:في الأصل و م لشدته.
[20345]:ساقطة من الأصل و م.
[20346]:من م، ساقطة من الأصل.
[20347]:في الأصل و م: حيث.
[20348]:في الأصل و م: يذكر.
[20349]:في الأصل وم: قوله
[20350]:ساقطة من الأصل و م.