النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ} (42)

قوله عز وجل : { وَمِنْهُمْ مَن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } فيه وجهان :

أحدهما : يستمعون الكذب عليك فلا ينكرونه .

الثاني : يستمعون الحق منك فلا يَعُونَه .

{ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن من لا يعي ما يسمع فهو كمن لا يعقل .

الثاني : معناه أنه كما لا يعي من لا يسمع كذلك لا يفهم من لا يعقل .

والألف التي في قوله تعالى : { أَفَأَنتَ } لفظها لفظ{[1326]} . الاستفهام ومعناها معنى النفي .


[1326]:أي أن الغرض البلاغي من هذا الاستفهام هو النفي.