وقوله تعالى : ( ومنهم من يستمعون إليك ) أخبر أن منهم من يستمع إليه ؛ يعني إلى رسول الله تعالى وإلى ما يتلو من القرآن ، لكنه يخبر أنه لا كل مستمع إلى شيء ينتفع بما يستمع ، أو يعقل ما يستمع ، ويفهم . إنما ينتفع بالاستماع إليه ، ويعقل قدر المقصود والحاجة إليه .
ومنهم من كانوا يستمعون لمعان : مرة يستمعون بقبول القول لهم والمنزلة ، ومنهم من كان يستمع إليه ليسمع غيره كقوله : ( سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين )[ المائدة : 41 ] ومنهم من كان يسمعه ، ويطيعه في ذلك ، فإذا خرج من عنده غيره ، وبدله ، كقوله : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ )[ النساء : 81 ] ومنهم من كان يستمع إليه استهزاء منه وطلب الطعن فيه والعيب ؛ كانوا مختلفين في الاستماع .
ثم نفى عنهم السمع والعقل والبصر لوجهين :
أحدهما : ما ذكرنا أنهم لما لم ينتفعوا بأسماعهم وعقولهم وأبصارهم ، وبهذه[ في م : وهذه ] الحواس انتفاع ، كمن[ الكاف ساقطة من الأصل وم ] ليست له . هذه الحواس إنما جعلت لينتفع بها لا لتترك سدى ، لا ينتفع بها .
والثاني : كان العقل والسمع والبصر ، وهذه يكون منها مكتسب[ في الأصل وم : مكتسبا ] ومنها ما يكون غريزة . فهم تركوا اكتساب ذلك .
ويحتمل نفي هذي الحواس لهذين الوجهين اللذين ذكرتهما ، والله أعلم .
ثم نفى عمن لا يستمع العقل حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( لا يعقلون ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.