بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ} (42)

ثم قال تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } ، قال الكلبي : نزلت في شأن اليهود ، قدموا مكة وكانوا يسمعون قراءة القرآن فيعجبون به ويشتهونه ، وتغلب عليهم الشقاوة فلا يسلمون قال الله تعالى : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم } ، يعني : تفقه الكافر الذي لا يعقل الموعظة ؛ وقال الضحاك : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } وذلك أن كفار قريش دخلوا المسجد الحرام والنبي صلى الله عليه وسلم قائم عند المقام يصلي ، وهو يقرأ سورة طه قال الوليد بن المغيرة : يا معشر قريش ، إنما يتلو محمد ليأخذ بقلوبكم . فقال أبو جهل اللعين وأصحابه : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ، فنزل { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم } وذلك أنهم صموا عن الحق ، ويقال : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم } أي من يتصامم ولا يستمع إليك . { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، يقول أي وإن كانوا مع ذلك لا يرغبون في الحق .