النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (99)

قوله عز وجل : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } ، فيه أربعة تأويلات :

أحدها : ليس له قدرة على أن يحملهم على ذنب لا يغفر ، قاله سفيان .

الثاني : ليس له حجة على ما يدعوهم إليه من المعاصي ، قاله مجاهد .

الثالث : ليس له عليهم سلطان لاستعاذتهم باللَّه منه ، لقوله تعالى :{ وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه{[1762]} هو السميع العليم } [ فصلت : 36 ] .

الرابع : أنه ليس له عليهم سلطان بحال ؛ لأن الله تعالى صرف سلطانه عنهم حين قال عدو الله إبليس :{ ولأغوينهم أجميعن{[1763]} إلا عبادَك منهم المخلصين{[1764]} } ، فقال الله تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين{[1765]} }

وفي معنى السلطان وجهان :

أحدهما : الحجة ، ومنه سمي الوالي سلطاناً ؛ لأنه حجة الله تعالى في الأرض .

الثاني : أنها القدرة ، مأخوذ من السُّلْطَة{[1766]} ، وكذلك سمي السلطان سلطاناً لقدرته .


[1762]:في ق من الشيطان الرجيم "وهو خطأ فإن هذه الآية من سورة فصلت (رقم 36) وقد خلط الناسخ بين آيتين.
[1763]:الآيتان 39 و 40 من سورة الحجر.
[1764]:الآيتان 39 و 40 من سورة الحجر.
[1765]:آية 42 من سورة الحجر.
[1766]:في ك: السلاطة وهو تحريف لأن السلاطة حدة اللسان.