إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (99)

{ إنَّهُ } ، الضمير للشأن أو للشيطان ، { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } ، تسلّطٌ وولاية ، { على الذين آمَنُواْ وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ، أي : إليه يفوضون أمورَهم وبه يعوذون في كل ما يأتون وما يذرون ؛ فإن وسوستَه لا تؤثر فيهم ، ودعوتَه غيرُ مستجابة عندهم ، وإيثارُ صيغةِ الماضي في الصلة الأولى للدِلالة على التحقق كما أن اختيارَ صيغةِ الاستقبالِ في الثانية ؛ لإفادة الاستمرارِ التجدّدي ، وفي التعرض لوصف الربوبية عِدَةٌ كريمةٌ بإعادة المتوكلين ، والجملة تعليلٌ للأمر بالاستعاذة أو لجوابه المنويِّ ، أي : يُعِذْك أو نحوه .