النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (97)

قوله عز وجل : { مَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهُ حياةً طيبة } ، فيها خمسة تأويلات :

أحدها : أنها الرزق الحلال ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها القناعة ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن البصري .

الثالث : أن يكون مؤمناً بالله عاملاً بطاعته ، قاله الضحاك .

الرابع : أنها السعادة ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً .

الخامس : أنها الجنة ، قاله مجاهد وقتادة . ويحتمل سادساً : أن تكون الحياة الطيبة العافية والكفاية . ويحتمل سابعاً : أنها الرضا بالقضاء . { ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } ، يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يجازى على أحسن الأعمال وهي الطاعة ، دون المباح منها . الثاني : مضاعفة الجزاء وهو الأحسن ، كما قال تعالى :{ من جاءَ بالحسنة فله عشر أمثالها }

[ الأنعام : 160 ] .