لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (99)

{ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } ، لما أمر الله رسوله صلى الله عليه سلم بالاستعاذة من الشيطان ، فكأن ذلك أوهم أن له سلطان ، يعني : ليس له قدرة ، ولا ولاية على الذين آمنوا ، وعلى ربهم يتوكلون ، قال سفيان ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا يغفر ، ويظهر من هذا{[3]} أن الاستعاذة ، إنما تفيد إذا حضر بقلب الإنسان كونه ضعيفاً ، وأنه لا يمكنه التحفظ من وسوسة الشيطان إلا بعصمة الله ، ولهذا قال المحققون : لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعة إلا بتوفيق الله .


[3]:قوله ويظهر من هذا، اسم الإشارة راجع لما ذكره قبل قول سفيان كما يعلم من الفخر فإنه لم يذكر في هذا المحل قول سفيان وذكر ما قبله وما بعده وعبارته صحيحة بخلاف ما هنا فإنه يوهم رجوع اسم الإشارة لقول سفيان وهو غير ظاهر ا هـ.