النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ} (78)

قوله تعالى : { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } فيه وجهان :

أحدهما : الذي خلقني بنعمته فهو يهدين لطاعته .

الثاني : الذي خلقني لطاعته فهو يهديني لجنته ، فإن قيل فهذه صفة لجميع الخلق فكيف جعلها إبراهيم على هدايته ولم يهتد بها غيره ؟

قيل : إنما ذكرها احتجاجاً على وجوب الطاعة لأن من أنعم وجب أن يطاع ولا يُعصى ليلتزم غيره من الطاعة ما قد التزمها وهذا إلزام صحيح ثم فصل ذلك بتعديد نعمه عليه وعليهم فقال :