اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ} (78)

واعلم أن إبراهيم - عليه السلام{[37341]} - لما استثنى رب العالمين وصفه بما يستحق العبادة لأجله بأوصاف :

أحدها{[37342]} : قوله : { الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ }{[37343]} ، وذلك لأن الله تعالى أثنى على نفسه بهذين الأمرين في قوله : { الذي خَلَقَ فسوى والذي قَدَّرَ فهدى }{[37344]} [ الأعلى : 2 - 3 ] . وقال : «خَلَقَنِي » بلفظ الماضي ، لأن خلق الذات لا يتجدد في الدنيا ، بل لما وقع بقي إلى الأمد المعلوم{[37345]} .

وقال : «فَهُوَ يَهْدِيْن »{[37346]} بلفظ المستقبل ، لأن الهداية مما تتكرر كل حين وأوان ، سواء كانت تلك الهداية من المنافع الدنياوية بتمييز النافع{[37347]} عن الضار ، أو من المنافق الدينية بتمييز الحق عن الباطل والخير عن الشر{[37348]} .


[37341]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[37342]:في ب: أهلها. وهو تحريف.
[37343]:في ب: يهديني.
[37344]:[الأعلى: 2، 3]. انظر الفخر الرازي 24/134.
[37345]:انظر الفخر الرازي 24/144.
[37346]:في ب: يهديني.
[37347]:في ب: المنافع.
[37348]:انظر الفخر الرازي 24/144.