النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

{ فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِرِ } فيه خمسة أقاويل :

أحدهما : يعني العظام المحترقة ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه التراب الذي يتناثر من الحائط وتصيبه الريح ، فيحتظر مستديراً ، قاله سعيد بن جبير .

الثالث : أنها الحظار البالية من الخشب إذا صارت هشيماً ، ومنه قول الشاعر :

أثرن عجاجة كدخان نار *** تشب بغرقد{[2833]} بال هشيم

قاله الضحاك .

الرابع : أنه حشيش قد حظرته الغنم فأكلته ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً

الخامس : أن الهشيم اليابس من الشجر الذي فيه شوك والمحتظر الذي تحظر{[2834]} به العرب حول ماشيتها من السباع ، قاله ابن زيد ، وقال الشاعر :

ترى جيف المطي بجانبيه *** كان عظامها خشب الهشيم


[2833]:الغرقد نوع من الشجر.
[2834]:بالرجوع إلى مادة حظر في اللسان وجدنا أن معناها يدور حول المنع، فالمحتظر هو الذي يتخذ لماشيته حظيرة لحفظها، والحظيرة تتخذ من الخشب وأغصان الأشجار وقد تتحطم فتصبح هشيما.