النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا} (28)

{ ليعْلَمَ أنْ قد أبْلَغوا رسالاتِ ربِّهم } فيه خمسة أوجه :

أحدها : ليعلم محمد أن قد بلغ جبريل إليه رسالات ربه ، قاله ابن جبير ، وقال : ما نزل جبريل بشيء من الوحي إلا ومعه أربعة من الملائكة .

الثاني : ليعلم محمد أن الرسل قبله قد بلغت رسالات الله وحفظت ، قاله قتادة .

الثالث : ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد بلغت عن ربها ما أمرت به ، قاله مجاهد .

الرابع : ليعلم الجن أن الرسل قد بلغوا ما أنزل الله عليهم ، ولم يكونوا هم المبلغين باستراق السمع عليهم ، قاله ابن قتيبة .

الخامس : ليعلم الله أن رسله قد بلغوا عنه رسالاته ، لأنبيائه ، قاله الزجاج .

{ وأحاط بما لديهم } قال ابن جريج : أحاط علماً{[3111]} .

{ وأحْصى كُلَّ شيءٍ عَدَداً } يعني من خلقه الذي يعزب إحصاؤه عن غيره .


[3111]:أي أحاط علمه تعالى بما لدي الملائكة والرسل.