النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

{ لوّاحَةً للبَشَرِ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : مغيرة لألوانهم ، قال أبو رزين تلفح وجوههم لفحة تدعهم أشد سواداً من الليل .

الثاني : تحرق البشر حتى تلوح العظم ، قاله عطية .

الثالث : أن بشرة أجسادهم تلوح على النار ، قاله مجاهد .

الرابع : أن اللوح شدة العطش ، والمعنى أنها معطشة للبشر ، أي لأهلها ، قاله الأخفش ، وأنشد :

سَقَتْني على لوْحٍ من الماءِ شَرْبةً *** سقاها به الله الرهامَ الغواديا{[3141]} .

يعني باللوح شدة العطش :

ويحتمل خامساً : أنها تلوح للبشر بهولها حتى تكون أشد على من سبق إليها ، وأسرّ لمن سلم منها .

وفي البشر وجهان :

أحدهما : أنهم الإنس من أهل النار ، قاله الأخفش والأكثرون .

الثاني : أنه جمع بشرة ، وهي جلدة الإنسان الظاهرة ، قاله مجاهد وقتادة .


[3141]:الرهام: جمع رهمة بالكسر وهي الضعيفة.